وأخرج ابن جرير ج٢٦ ص٧١، والحاكم ج٢ ص٤٥٩ عن مجمع بن جارية رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الحديبية حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كراع الغميم فإذا الناس يرسمون١ نحو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لبعض الناس فحركنا حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند كراع الغميم واقفا فلما اجتمع عليه الناس قرأ عليهم ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ فقال بعض الناس أوفتح؟ هو قال: "والذي نفسي بيده إنه لفتح".
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الذهبي قلت: لم يخرج مسلم لمجمع ولا لأبيه شيئا وهما ثقتان، ومجمع أحد رجال السند وليس بالصحابي هنا.
قوله تعالى:
﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ الآية ٥.
أحمد ج٣ ص١٣٤ حدثنا بهز حدثنا همام عن قتادة عن أنس أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرجعه من الحديبية وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة وقد حيل بينهم وبين مساكنهم، ونحروا الهدي بالحديبية ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ إلى قوله ﴿صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ قال: "لقد أنزلت علي آيتان هما أحب إلي من الدنيا جميعا". قال: فلما تلاهما قال رجل هنيئا مريئا يا رسول الله قد بين لك ما يفعل بك فما يفعل بنا؟ فأنزل الله عز وجل الآية التي بعدها ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ الآية.