لِأَنَّهُ الْمُرْسَلُ إِلَيْهِ قِيلَ: وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ فِي الْقُرْآنِ بِاسْمِهِ وَلَمْ يُسَمِّ نُمْرُوذَ لِأَنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ أَذْكَى مِنْهُ كَمَا يُؤْخَذُ مِنْ أَجْوِبَتِهِ لِمُوسَى وَنُمْرُوذُ كَانَ بَلِيدًا وَلِهَذَا قَالَ: ﴿أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ﴾ وَفَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ قَتْلِ شَخْصٍ وَالْعَفْوِ عَنْ آخَرَ وَذَلِكَ غَايَةُ الْبَلَادَةِ
الثَّالِثُ: قَصْدُ السَّتْرِ عَلَيْهِ لِيَكُونَ أَبْلَغَ في اسْتِعْطَافِهِ نَحْوَ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ الْآيَةَ هُوَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْدُ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ
الرابع: ألا يَكُونَ فِي تَعْيِينِهِ كَبِيرُ فَائِدَةٍ نَحْوَ: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ﴾ ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ.﴾ الْخَامِسُ: التَّنْبِيهُ عَلَى الْعُمُومِ وَأَنَّهُ غَيْرُ خَاصٍّ بِخِلَافِ مَا لَوْ عُيِّنَ نَحْوَ: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً﴾
السَّادِسُ: تَعْظِيمُهُ بِالْوَصْفِ الْكَامِلِ دُونَ الِاسْمِ نَحْوَ: ﴿وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ﴾ ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾ ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ﴾ وَالْمُرَادُ الصِّدِّيقُ فِي الْكُلِّ.
السَّابِعُ: تَحْقِيرُهُ بِالْوَصْفِ النَّاقِصِ نَحْوَ: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾