وجوه الإعجاز:
زعم قوم أن المتحدى به هو الكلام الأزلي القديم، وهذا قول سخيف، فما لا يدرك كنهه كيف يتحدى به؟..
ومَن له أدنى تعقل يدرك أن الإعجاز للقرآن، والقرآن كلام الله، يشمل اللفظ والمعنى، وهو بلسان عربي مبين..
وزعم النظام أن الله صرف العرب عن معارضة القرآن وهو في إمكانهم، وروى أنهم سُلبوا القدرة على المعارضة، كذا قال النظام.
ولو كان كما زعم لم يكن الإعجاز للقرآن؛ بل هو لله.. وقد قال سبحانه: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ﴾ ولو كان الاجتماع مع سلب قدرة المجتمعين لم تكن للدعوة إليه فائدة.. وهذا باطل..
وزعم قوم أنهم كانوا قادرين على الإتيان بمثل القرآن، والذي عجزوا عنه هو ترتيب ما يأتون به، وهذا في غاية السخف، فمن يقدر على الاختراع لا يعجز عن الترتيب..
وزعم حسالة من الناس أن الأولين وإن عجزوا لا يستلزم ذلك عجز المتأخرين المتعلمين..
ونقول لهم: ﴿هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾..
وقد عد فريق من الناس من بين وجوه إعجاز القرآن: إخباره عن حوادث وقعت في الماضي، أو ستقع في المستقبل وقد وقعت بالفعل، وإخباره عن بعض ما في الصدور، واعتراف أصحابها بذلك..


الصفحة التالية
Icon