وسورة الفرقان: إظهار شرف الداعي -صلى الله عليه وسلم- بإنذار المكلفين عامة بما له سبحانه من القدرة الشاملة المستلزمة للعلم التام المدلول عليه بهذا القرآن المبين، المستلزم لأنه لا موجود على الحقيقة سوى مَن أنزله، فهو الحق وما سواه باطل.
وسورة الشعراء: أن هذا الكتاب مبين في نفسه باعجازه أنه من عند الله، مبين لكل ملتبس.
وسورة النمل: وصف هذا الكتاب بالكفاية لهداية الخلق أجمعين؛ بالفصل بين الصراط المستقيم وطريق الحائرين، والجمع لأصول الدين لإحاطة علم منزله بالخفي والبين وبشارة المؤمنين ونذارة الكافرين بيوم اجتماع الأولين والآخرين، وكل ذلك يرجع إلى العلم والحكمة، فالمقصود إظهار البطش والنقمة.
وسورة القصص: إظهار التواضع لله المستلزم لرد الأمر كله إليه، الناشئ عن الإيمان بالآخرة، الناشئ عن الإيمان بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- الثابتة بإعجاز القرآن، المظهر للخفايا على لسان مَن لم يتعلم قط من أحد من الخلق المنتج لعلو المتصف به.
وسورة العنكبوت: الحث على الاجتهاد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعاء إلى الله سبحانه وحده من غير تعريج على غيره سبحانه أصلًا؛ لئلا يكون مثل المعرج مثل العنكبوت، فإن ذلك مثل كل مَن عرج عنه سبحانه وتعالى وتعوض عوضًا منه، فهو صور ضعف الكافرين وقوة المؤمنين، وقد ظهر سر تسميتها بالعنكبوت، والله تعالى أعلم.
وسورة الروم: إثبات الأمر كله لله، فتأتي الوحدانية مطلقًا في الإلهية