مطلقًا في الإلهية وغيرها، وذلك هو المعنى الذي أشار إليه تسميتها بالصافات؛ لأن الصف يلزم منه الوَحْدَة في الحشر باجتماع التفرق، وفي المعنى باتحاد الكلمة.
وسورة ص: بيان ما ذكر في آخر الصافات من أن جندها هم الغالبون، وإن رؤي أنهم ضعفاء، وإن تأخر نصرهم سلامة للفريقين؛ لأنه سبحانه واحد لكونه محيطًا بصفات الكمال.
وسورة الزمر: الدلالة على أنه سبحانه صادق الوعد، وأنه غالب لكل شيء، فلا يعمل لأنه لا يفوته شيء؛ ويضع الأشياء في أوفق محالها.
وسورة غافر: الاستدلال على آخر التي قبلها من تصنيف الناس في الآخرة إلى صنفين، وتوفية كل ما يستحقه على سبيل العدل، فإن فاعل ذلك له العزة الكاملة والعلم الشامل.
فمن لم يسلم أمره كله إليه، وجادل في آياته الدالة على القيامة أو غيرها بقوله؛ فإنه يجزيه فيعذبه ويرديه.
وسورة حم السجدة: الإعلام بأن بالعلم إنما هو ما اختاره المحيط بكل شيء قدره، وعلمًا من علمه لعباده، فشرعه لهم فجاءتهم به عند رسلهم.
وسورة الشورى: الاجتماع على الدين الذي أساسه الإيمان، أم دعائمه الصلاة، وروح أمره الألفة بالمشاورة المستعصية لكون أهل الدين كلهم فيه سواء، كما أنهم في العبودية لشارعه سواء.
وسورة الزخرف: البشارة بإعلاء هذه الأمة بالعقل والحكمة حتى يكونوا أعلى الأمم شأنًا؛ لأن هدايتهم بأمر لدني هو من غريب الغريب


الصفحة التالية
Icon