﴿فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾. وإذا وقع بعد الإثبات أفاد التخصيص بالواحد دون تعينه؛ نحو قوله تعالى: ﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ﴾.
وقد يكون تابعًا لما قبله؛ نحو: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. والصحيح أنه بدل من لفظ الجلالة؛ لأنه المقصود بالحكم، وإلى الأحدية يستند التأثير وإلى الواحدية الانفراد في الألوهية، قالوا: ولا بد من الأسباب وجودًا، والغيبة عنها شهودًا فأثبتها من حيث أثبتها بحكمته، ولا تسند إليها لعلمك بأحديته.
- "إذ":
الأصل فيها أنها للزمان الماضي، واشترط أن تكون ظرفًا أو مضافًا إليها الظرف.. مثل: ﴿وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ﴾.
وقد تخرج عن الزمان الماضي إلى الحاضر؛ نحو: ﴿وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾.
فشهادة الله تقع أثناء الحديث مباشرة، والحاضر المكتوب إذا انتهى صار ماضيًا، وهذا هو السر في التعبير عن الحاضر بما هو للزمان الماضي.
وقد تخرج إلى الاستقبال؛ نحو: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾، والتعبير عنه بالماضي لتأكيد وقوعه.
قيل: ما عبر بإن فإنه لم يكن بعد.. وما عبر عنه بإذ فقد كان هذا بالنسبة لـ"إذ" في غير المستقبل.
وما أدخل عليه "إن" مما قد وقع، فهو في الواقع كأن لم يكن؛ نحو: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾.
وتقع "إذ" للتعليل؛ كما في قوله: ﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾.