وعلل بها لأن سبب عدم النفع الظلم الواقع في الماضي، وترد للتوكيد والتحقيق: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ﴾.. وهذا في الماضي، ولا بد من إضافتها إلى جملة اسمية أو فعلية ماضية ولو في المعنى، ويعوض عن الإضافة بالتنوين.
- "إذا":
تكون على وجهين:
أحدهما: المفاجأة: وتخصص بالجمل الاسمية ولا جواب لها، لا تقع في ابتداء الكلام، وهي للحال. ومعنى المفأجاة: حضور الشيء معك في وصف من أوصافك الفعلية، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾.
فالقنوط فاجأهم وقت إصابتهم، أو في مكان إصابتهم. والمفاجأة المتصلة بالمكان ألصق بصاحبها منها في الزمان؛ لأن الزمان يتسع لهم ولغيرهم، والمكان لا يسع غيرهم، وكلما كانت المفاجأة فيما يخص كانت أقوى وألصق منها فيما يعم.
وقد قيل: إن "إذا" الفجائية ظرف مكان، وقيل: ظرف زمان، وقيل: حرف.
ثانيهما: أنها ظرف لما يُستقبل من الزمان، وحينئذ تكون عكس الفجائية فتقع في الابتداء وتختص بالجمل الفعلية، ولها جواب؛ لأنها متضمنة معنى الشرط.
وقد تخرج عن الاستقبال إلى الحال لبيان القدرة؛ نحو: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ فإن الغيشان مقارن لليل، وكذا التجلي مقارن للنهار.
وكل ما يعد الله بوقوعه في المستقبل يمكن أن يوقعه في الحال؛ ولكنه حدد لكل شيء وقتًا.