والمجاز عكس ذلك؛ فهو إما استعمال اللفظ في غير ما وضع له؛ لعلاقة مع قرينة..
وإما إسناد اللفظ إلى غير ما حقه أن يُسند إليه؛ لعلاقة مع قرينة..
فإن كان المجاز في الاستعمال أطلقوا عليه: مجازًا لغويًّا.
وإن كان في الإسناد أطلقوا عليه: مجازًا عقليًّا.. وهو أقسام:
أحدها: ما طرفاه حقيقيان؛ نحو: ﴿يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ﴾ أسند التذبيح إلى فرعون؛ لأنه الآمر به، وقد وقع من أعوانه.. فالطرفان استعمل كل منهما فيما وضع له؛ وهما: الذبح، وفرعون، في الشخص..
ثانيها: ما طرفاه مجازيان؛ نحو: ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾.. الأصل: فما ربحوا في تجارتهم.. وكل من الربح والتجارة مجاز استعمل في غير ما وضع له؛ إذ المراد بذلك بيان ثمرة مَن اختار الضلال وترك الهدى.
ثالثها: ما أحد طرفيه مجاز؛ نحو: ﴿أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا﴾.. فالسلطان مجاز عن البرهان، والإنزال على حقيقته.. ومثال المجاز اللغوي قوله تعالى: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ﴾.. أطلق الكل وأراد الجزء الذي هو طرفها؛ لبيان ما هم فيه من الهول.. وعَلاقة هذا المجاز متعددة لا تكاد تنضبط، وأهمها الذي قد يغفل عنه المقاربة، وهي أن ما قارب الشيء أخذ حكمه؛ نحو: ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾ والمعنى: قاربن نهاية العدة.. والقلب؛ نحو: ﴿إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ والأصل: لتنوء العصبة بها، ونحو: ﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ﴾ والأصل: وحرمناه على المراضع، ونحو: ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ﴾ والأصل: وإن يرد بك الخير.. ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾


الصفحة التالية
Icon