موافق لقوله تعالى: ﴿إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ﴾.
فأنت ترى أن هذه النصوص تحوي أمثالًا اشتهرت عند العرب ولم يصرح فيها بذكر المثل، فكانت هذه النصوص أمثالًا كامنة.
ويمكنك أن تقتبس من القرآن نصوصًا تضربها أمثالًا للانتفاع بها؛ كما تقول عند مؤاخذة المسيء: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾.. وعند الإعجاب: ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾.
فوائد ضرب الأمثال:
١- إبراز المعقول في صورة المحس، والمتخيل في صورة المتيقن..
٢- تعليم عباده كيف يقيسون الأمور وينتقلون من النظير إلى النظير..
٣- تعليم العباد أن المتماثلين متساويان شرعًا وعقلًا..
٤- لو جاز التفريق بين المتماثلين لانسدت طريق الاستدلال ولم تبقَ للعقل قيمة.
٥- كل مثل في القرآن له فائدته الخاصة به.. فمثلًا قوله تعالى عن المنافقين: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾..
هذا إخبار عن حال المنافقين بالنسبة إلى حظهم من الوحي، وأنهم بمنزلة من استوقد نارًا لتضيء له وينتفع بها؛ وهذا لأنهم دخلوا في الإسلام فاستضاءوا به، وانتفعوا به، وخالطوا المسلمين؛ ولكن لما لم يكن لصحبتهم مادة من قلوبهم من نور الإسلام طفئ عنهم، وذهب الله


الصفحة التالية
Icon