٩- وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل.. فإما أن تقدر علة محذوفة ليصح العطف، أو تقدر معلولًا بعلة محذوفًا؛ نحو قوله: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا﴾..
فإما أن تقدر للإحسان إلى المؤمنين فعل ما فعل وليبلي المؤمنين.. أو تقدر ليمحق الكافرين وليبلي المؤمنين؛ لأنه لا يصح عطف ﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ على قوله: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾..
١٠- الأصل في الضمير الاختصار، ففي قوله: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ... ﴾ الآية من سورة الأحزاب.. قال في آخرها: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ﴾ فقام هذا الضمير مقام إعادة ذكر الآية مرة أخرى؛ ومن ثم كان الضمير المتصل أولى من الضمير المنفصل لاختصاره.. ولا يعدل إلى المنفصل إلا عند تعذر الإتيان بالضمير المتصل؛ كالابتداء مثلًا..
ولا بد للضمير من مرجع مطابق: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ﴾.. أو متضمن: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ أي: العدل.. أو بالالتزام: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ أي: القرآن..
وقد يعود الضمير على متأخر في الرتبة: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ﴾.. وقد يعود إلى متأخر عنه في الذكر: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾..
وقد يحذف العائد إما لدليل أو ثقة بفهم السامع؛ نحو: ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ فإن الحجاب دليل على الشمس.. ونحو قوله: ﴿وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ﴾ أي: الميت.. ولم يتقدم له ذكر..
وقد يعود الضمير على البعض دون الكل؛ نحو: ﴿وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ﴾ فإنه لا يعود إلا على المطلقة طلاقًا رجعيًّا.. مع أن قوله: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ﴾ يعم البائنات والرجعيات.