فأنت ترى أن ابن قتيبة لاحظ في الوجه الأول حركة الفعل، وفي الوجه الثاني لاحظ الصيغة، وفي الوجه الثالث لاحظ الإهمال والإعجام.
وقد لوحظ على ما قال أنه لم يستوعب كل أوجه القراءات؛ من إدغام وإظهار وإمالة وغير ذلك.
٥- المراد بالأحرف سبع لغات ولهجات مشهورة؛ ليتم التيسير، مع اتحاد المعنى وتقاربها. فلما استقامت ألسنة الناس على لغة قريش ورفعًا للخلاف؛ جمع عثمان الناس على حرف قريش، وأيده أولي الرأي، ونعم ما صنع!
وهذا الرأي لا يعني أن كل كلمة فيها سبع لهجات؛ بل إن غاية ما ينتهى إليه اختلاف اللهجات المشهورة إلى سبع. والمسلمون الآن لا يعرفون إلا حرف قريش ولا ينكرون ما عداها؛ لكنهم لا يقرءون الآن إلا بحرف قريش.
وقد وردت شُبَهٌ على هذا الرأي:
الشبهة الأولى: في أى حرف من أحرف القرآن سبع لهجات؟
والجواب: أننا لم ندعِ الآن إلا وجود لهجة قريش. وليست القراءات المتفق عليها راجعة إلا لهذه اللهجة.
الشبهة الثانية: أين ذهبت اللهجات الست؟ أنسخت ورفعت؟ وما الدليل وقد نزلت وقرأ بها رسول الله؟