ومن الروابط: الاستطراد المناسب، ومثاله: قصة آدم في سورة الأعراف، وفيها بدو السوءة. واستطرادًا في هذا الباب قال: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾..
ثم قال راجعًا إلى تكملة القصة: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ﴾.
ومن أوجه الربط: حسن التخلص؛ كأن يصل إلى غرضه أثناء الحديث عن شيء آخر؛ كالحديث عن موسى في سورة الأعراف في أكثر من أربعين آية، ثم يصل إلى الحديث عن محمد، وبعد ذلك يعود لإتمام الحديث عن موسى، قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾.
وبعد ذلك يعود فيقول: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾..
ومن أوجه الربط: الانتقال من حديث إلى حديث تنشيطًا للسامع، والربط بين الحديثين باسم الإشارة، ومثاله: أنه لما تحدث عن بعض الأنبياء في سورة ص، ختم هذا الحديث بقوله: ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ، هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ﴾..
فقوله: ﴿هَذَا ذِكْرٌ﴾ يشير به إلى ذكر الأنبياء، ثم يشرع في ذكر الجنة، وبعد ذلك يشرع في ذكر النار، فيقول: ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا﴾..


الصفحة التالية
Icon