ومن اللطائف مقابلة المعاني في سورة لمعان في سورة قبلها؛ كسورة الماعون والكوثر، ففي الأولى ذم البخل والرياء، وفي الثانية أظهر كرمه على نبيه، وأمره بالكرم، ودعاه إلى الإخلاص، وفي الأولى توعد تارك الصلاة، وفي الثانية أمر بها..
ومن الضوابط الكلية للتعرف على وجه الربط بين السورة والسورة:
أ- اتحاد الحروف أو تشاكلها واقترابها؛ كالحواميم والطواسين.
ب- التفصيل بعد الإجمال؛ كالبقرة والفاتحة، فآخرها ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾. وهذا الصراط هو أول البقرة: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾..
جـ- توافق الفواصل؛ كما في قوله: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾..
د- التقاء السورتين في غرض واحد؛ كسورتي: والضحى وألم نشرح..
ومن الملاحظ أن السور المبتدئة بالأحرف المقطعة يعقب ذلك ذكر الكتاب إلا في: العنكبوت، والروم، ون.. وسر ذلك -والله أعلم- أنه اكتفي بذكر القرآن في آيات تلك السور الثلاث..
وقال الزركشي في البرهان: كل سورة ابتدأت بالأحرف المقطعة تكررت فيها تلك الأحرف أكثر من غيرها، إما صراحة كما في ق، أو ضمنًا كتكرار الخصومات والقصص في سورتي: ص والأعراف؛ لما في أولهما من حرف الصاد.
ولا تخرج فواتح السور عن أمور عشرة:
١- الثناء على الله في الفاتحة والإسراء..