فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ} يعني كفرتم أنفسكم. وكذلك كل فتنة في المنافقين واليهود.
الوجه الثالث: الفتنة يعني البلاء
وذلك قوله في سورة العنكبوت: ﴿الاما * أَحَسِبَ الناس أَن يتركوا أَن يقولوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ﴾ يعني وهم لا يبتلون في إِيمانهم. ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا﴾ يعني ولقد ابتلينا، ﴿الذين مِن قَبْلِهِمْ﴾. وقال لموسى في طه: ﴿وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً﴾ يعني ابتليناك ابتلاء على ابتلاء. وقال في سورة الدُّخان: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا﴾ يعين ابتلينا، ﴿قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ﴾.
الوجه الرابع: الفتنة يعني العذاب في الدنيا
وذلك قوله في سورة العنكبوت ﴿فَإِذَآ أُوذِيَ فِي الله جَعَلَ فِتْنَةَ الناس﴾ يعني جعل عذاب الناس في الدنيا ﴿كَعَذَابِ الله﴾ في الآخرة. نزلت في عياش بن أبي ربيعة أَخي أبي جهل. ونظيرها في النّحل حيث يقول: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ﴾ يعني من بعد ما عذبوا في الدنيا.