والذي ما ولد" أي العاقر، على تقدير موصول مضمر يصح به هذا المعنى. مع أن إضمار الموصول لا يجوز عند البصريين.... (أبو حيان).
على أن جمهرة المفسرين، ذهبوا إلى أن "ما" هنا اسم موصول، ثم اختلفوا بعد ذلك في تأويل: وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ......
وأهم ما عناهم منه، هذا التنكير في ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾ قال الزمخشري: هو للإبهام المستقل بالمدح والتعجب.
وأولى منه قول من قالوا بالتعميم. لكن ما حدود هذا التعميم؟
أطلقه قوم، منهم إبن عباس - فيما نقل الطبري وأبو حيان - فأدخل فيه جميع الحيوان!
وجعله بعضهم. ومنهم إبن جرير الطبري، عاماً في البشر والحيوان والنبات.
وهو ما أخذ به الشيخ محمد عبده فقال: "المراد منه أي والد وأي مولود من الإنسان والحيوان والنبات كما يرشد إليه التنكير، وكما هو مختار عند إبن جرير وجمع من المحققين".
واكتفى قوم من العموم بالبشر دون سائر الحيوان والنبات، فقالوا: والوالد والولد هنا، آدم وذوريته "إبن القيم، وذكره الزمخشري".
وخصه قوم: بالصالحين من ذريته.
وحصره فريق في محمد - ﷺ - وأمته، وقد ذكره الطبير بصيغة الإحتمال، وأورده الزمخشري في (الكشاف) وذكره أبو حيان مروياً عن "مجاهد"....
وفي قول: إنه نوح وذريته، أو إبراهيم عليه السلام وجميع ولده!
وهكذا يتسع عموم التنكير عندهم، حتى يحتمل جميع الناس والحيوان والنبات....
ثم يتدرج في الضيق، حتى ينحصر في أحد الأنبياء عليهم السلام وأمته، أو الصالحين من ذريته وولده!