وتأكيد للوعيد والنذير، وهو ما اطمأن إليه الطبري والزمخشري وأبو حيان وغيرهم، ولكنهم أضافوا إلى هذا، أقوالاً أخرى، في توجيه الخطاب في الآيتين:
ففي (تفسير الطبري) عن الضحاك: أن الآية الأولى للكفار فهي وعيد، وان الثانية للمؤمنين فهي وعد!
وفي (البحر المحيط) هذه الرواية عن الضحاك، وأخرى عن "علي" كرم الله وجهه: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ في القبر: ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ في البعث.
ومثله في تفسير النيسابورى.
وأورد "الرازي" أربعة وجوه في التكرير: أنه للتوكيد، وأنه وعيد للكفار ووعد للمؤمنين، وأن الأول عند الموت والثاني في سؤال القبر، وأن إحدى الآيتين لعذاب القبر والأهرى لعذاب القيامة.
وليس النص القرآني في وضوح بيانه بمسئول عن هذا الخلاف، ولا هو بحيث يوجه إلى تفسير الآية الواحدة بالنقيضين، فيستوى خطاب الكفار والمؤمنين، وأسلوب العد والوعيد في البيان المعجز!
ولكي تسلم القاعدة، في إفادة حرف "ثم" للتراخي، قيل إن الآية الأولى عند الموت، والثانية في سؤال القبر. أو إن الأولى لعذاب القبر، والأخرى لعذاب القيامة "وتبقى ثم على بابها من المهلة في الزمان".
ونقول هنا ما قاله الومخشري، إن ثم في هذا السياق "ليست علة موضعها عند النحاة، وإنما جئ بها مبالغة في الإنذار، كما تقول للمنصوح: أقول لك ثم أقول لك: لا تفعل هذا".
وجو الوعيد هو المسيطر على السورة كلها.
ويأبى البيان القرآني أن يستوى فيه أسلوب الوعيد والوعد، فما الخطاب