تفسير اليقين هنا، ولا في آية الحجر التي نظروا بها: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ بالموت أو البعث. فما يستوي التأويل: كلا لو تعلمو علم الموت، أو علم القيامة. وعطاء الآية: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ من قوة ونذير واليقين في القرآن التحقق وإزاحة الشك، والإدراك الواثق الذي لا يلتبس بوهم أو ظن أو تخمين أو ارتياب، يطرد هذا ي كل المواضع التي وردت فيها المادة فعلاً أو اسماً، على اختلاف الصيغ.
﴿وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾ النمل ١٤
﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ المدثر ٣١
﴿وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾ النساء ١٥٧
﴿إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ﴾ الجاثية ٣٢
﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ النمل ٢٢
ويجئ اليقين في القرآن مضافاً إليه علم، وعين، وحق، كما يجئ الاستيقان مع نفي الإرتياب، أو مقابلاً للظن، مما لايدع مجالاً لتفسير اليقين بغير التحقق والإدراك الواثق، وإزاحة كل شك أو لسب أو إرتياب.
* * *
ثم إن الاية متلوة بقوله تعالى:
﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾
وهو ما يجلو مفهوم "علم اليقين" بما لا يغني عن أي تأويل، فهذا بيان لما سوف يعلمون يقيناً. وإضافة عين إلى اليقين في الآية الثانية، تأكيد وتجسيم وترسيخ: فالأصل الحسي للعين أنها الباصرة، ولأهميتها بين الجوارح، يكتفي بها أحياناً في الدلالة على الشخص فيقال: ما بالدار من عين، أي أحد. كما استعملت في موضع العناية والإهتمام في مثل قوله تعالى: ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ أي بحيث


الصفحة التالية
Icon