يجئ بها سائر الآيات مع الإيتاء، مصدراً.
﴿وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ﴾ في آيتى (النور ٣٧، والأنبياء ٧٣)
واسم فاعل في آية النساء ١٦٢: ﴿وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾.
وفعلاً ماضياً. ﴿وَآتَى الزَّكَاةَ﴾ في آيات (البقرة ١٧٧، والتوبة ١١، ١٨، والنور ٥٦).
﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ في آيات (البقرة ٤٣، ٨٣، ١١٠، ٢٧٧، والنساء ٧٧، والتوبة ٥، ١١، والحج ٤١، ٧٨)
﴿وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ﴾ في (المائدة ١٢، والروم ٣٩).
وكذلك الفعل المضارع وفعل الأمر، في كل مواضع استعمالها.
وبكل هذه الآيات نستأنس في غهم الآية: ﴿الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾ بملحظ من دلالة الإيتاء على يسر الإعطاء وسماحة البذل.
وفي الصنعة الإعرابية قالوا: إن جملة ﴿يَتَزَكَّى﴾ على النصب في موضع الحال.
وأجاز الزمخشري ألا يكون لها موضع من الإعراب، لأنه جعل يتزكى بدلاً من صلة الموصول في ﴿الَّذِي يُؤْتِي﴾.
وهو كما لاحظ "أبو حيان" إعراب متكلف.
والحالية عندنا أولى بالمقام.
* * *
﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى﴾.
تعلق بعض المفسرين بالصنعة البديعية في مجئ ﴿تُجْزَى﴾ على البناء للمجهول.
فحملوه على مجرد رعاية الفاصلة. قال أبو حيان:
"وجاء تجزى مبنياً للمفعول لكونه فاصلة، وكان أصله: نجزيه إياها أو نجزيها إياه".
وهذا ملحظ شكلي من الزحرف البديعي لا نقول بمثله في البيان الأعلى، وإنما جاء البناء للمجهول لمقتضى معنى، وهو أن البذل هنا لم يكن عن قصد جزاء لأحد أو من أحد، على الإطلاق، وإنما هو خالص لوجه الله تعالى.