وقد جاء "وجه" مضافاً إلى الله سبحانه في إحدى عشرة آية من القرآن الكريم، ثمان منها فيما ينفق المؤمنون إبتغاء وجه الله، وفي المتقين من عبادة يريدون وجهه تعالى.
وآيات:
﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ (البقرة ١١٥)
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ (الرحمن ٢٧)
﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ (القصص ٨٨)
قيل في تأويلها إن لفظ وجه "في كل هذا زائد، والمعنى: فثم الله، كل شيء هالك إلا هو، وابتغاء الله.....".
وأنكره بعضهم وقالوا: "إنما الوجه من معنى القصد والتوجه".
ونقتصر هنا في التفسير البياني، على ما ألفته العربية في إطلاقها الوجه مقصوداً به الذات، وفيما جرى بيانها من مثل: وجه الحق، ووجه الأمر ووجه الرأى، ووجه النهار..... دون أي ملحظ ينم عن تجسيد!
* * *
وأشار الرازي في تفسيره إلى ما يتعلق به الملحدة في "ربه الأعلى" من اقتضاء أن يكون هناك رب آخر دونه في العلو.
وذلك من عقم الحس فيهم، يغيب عنه سر العربية في إطلاق هذه الصيغة دون قيد بمفضول، وإنما القصد إلى المضي بالعلو إلى نهايته القصوى، على ما التفتنا إليه في تدبر صيغ: الحسنى واليسرى والعسرى، والأشقى.
ونظيره في الإطلاق بغير حدود ولا قيود، قوله تعالى في سورة الأعلى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ لا يعني أن هناك رباً عالياً دونه، وإنما هو إطلاق للعلو إلى أقصى مداده، دون ملحظ من المفاضلة بين أعلى وعالٍ.
* * *