الآية. واستأثر سبحانه بصيغة ﴿الْأَكْرَمُ﴾ على الإطىق ونظيره الأعلى في آيتى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، ﴿إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾.
لافتاً إلى حس العربية الأصيل حين تأتي بأفعل التفضيل معرفاً بأل، وغير مميز، فتفيد من العموم والإطلاق ما لا تفيده الصيغة نفسها من المفاضلة مقيدة بمضاف إليه لا تتجاوزه أو مميزة بوجه تفاضل لا تعدوه.
* * *
﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.
العلم إدراك الشيء على حقيقته، ونقيضه الجهل.
وقد سبق استقراء آيات العلم في القرآن الكريم، في تفسير آية ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ من سورة التكاثر.
والقلك أداة الكتابة، ومنه آية القلم: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾.
فسره الطبري في آية العلق، فقال: "علم الإنسان الخط بالقلم ولم يكن يعلمه".
وكذلك فسره الزمخشري بعلم الكتابة، واستطرد فذكر ما لهذا العلم من "المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة، ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا". ونقله أبو حيان في "البحر المحيط".
وقريب منه ما ذكره الفخر الرازي في شرف القلم وحكمة خلقه. وعقد "ابن قيم الجوزية" في تفسيره لسورة القلم فصلاً مسبهاً في شرف القلم وفوائده، ثم ذيله بفصل طريف في منازل الأقلام على تفاوت رتبتها من الشرف، فجعلها اثنى عشر نوعاً: