﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾.
الغشية في اللغة الغطلء، والغاشية الغشاء الذي يغلف القلب. واستغشى ثوبه وبثوبه، تغطى به لكي لا يرى ولا يسمع، ومن غشية النعاس المعطلة للحس والإدراك، جاءت غشية الإغماء فقيل الإغماء أغشى عليه إذا فقد وعيه وحسه كأنما عليهما غطاء. وكذلك يقال للغافل: على بصره أو على سمعه غشاوة، أي غطاء يحجب الرؤية ويعمي البصيرة ويعطل السمع والإدراك.
والغواشي الأهوال، أو الظلمات تلقى لفاعها الأسود. ومنه جاءت الغاشية اسماً للقيامة أو للنار تغشى المعذبين.
وفي الاستعمال القرآني، جاءت الغاشية على معناها في استغشاء الثياب حاجزاً دون السمع والبصر، كناية عن الصد، في آية نوح ٧:
﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا﴾. ومعها آية هود ٥.
وفي النور الدافق والجلال الغامر بآية النجم: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾.
وجاءت الغشية في النعاس في آيتى.
(آل عمران ١٥٤، والأنفال ١١)
وفي الإغماء بآيتى (الأحزاب ١٩، ومحمد ٢٠)
وفي الغشاوة على القلب والسمع والبصر بآيتى
(البقرة ٧، والجاثية ٢٣)
وكثر مجئ الغشية في الحديث عن يوم القيامة:
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ ؟
﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
وفي الوعيد بعذاب الآخرة في آيات:
﴿يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ (العنكبوت ٥٥)


الصفحة التالية
Icon