القول الثاني:
وقال به الشعبي١ ومحمد بن إسحاق٢ وهو أن للقرآن الكريم نزولًا واحدًا بدأ في ليلة القدر وهي ليلة مباركة في شهر رمضان وعلى هذا تدل الآيات الثلاث: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ ٣ ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ ٤ ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ٥ ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة فليس للقرآن إلا نزول واحد منجم على الرسول صلى الله عليه وسلم.

١ النكت والعيون: الماوردي ج٦ ص٣١٢، والإتقان: السيوطي ج١ ص٥٤.
٢ تفسير الرازي: ج٥ ص٨٥.
٣ سورة البقرة: الآية ١٨٥.
٤ سورة الدخان: الآية ٣.
٥ سورة القدر: الآية ١.

القول الثالث:
أن للقرآن الكريم نزولين منجمين.
الأول:
من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا وذلك في ثلاث وعشرين ليلة قدر ينزل في كل ليلة ما سينزل في عامها.
الثاني:
نزوله منجمًا على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذلك في ثلاث وعشرين سنة.
وقد قلل بعض الباحثين المعاصرين من هذا القول وقلده آخرون وزعم أنه لا دليل عليه، والحق أن هذا القول لعدد من العلماء المعتبرين كالفخر الرازي الذي توقف في الترجيح بينه وبين القول الأول بل أوجب التوقف١ وقال بهذا القول أيضًا مقاتل بن حيان٢ وابن جريج٣.
١ تفسير الرازي: ج٥ ص٨٥.
٢ تفسير القرطبي: ج٢ ص٢٩٧، والوسيط: الواحدي ج٤ ص٥٣٢.
٣ تفسير الطبري: ج٣ ص٤٤٧.


الصفحة التالية
Icon