آخر ما نزل من القرآن: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَحِيمٌ﴾ ١.
٢- ما أخرجه ابن مردويه عن أبي أيضًا قال: آخر القرآن عهدًا بالله هاتان الآيتان: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ ٢.
٣- ما أخرجه أبو الشيخ٣ في تفسيره من طريق علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ ٤.
"قلت": ويجاب عن هذا القول بأن يحمل المراد بالآخرية على آخر ما نزل من سورة التوبة لا آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق، ويشهد لهذا ما روي أن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال للذين يجمعون القرآن في عهد أبي بكر لما بلغوا قوله تعالى: ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾ ٥: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدها آيتين: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ وقال: هذا آخر ما نزل من القرآن، قال: فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو"٦.

١ المستدرك: ج٢ ص٢٣٨ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
٢ الإتقان: السيوطي ج١ ص٣٦.
٣ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ ت٣٦٩ وله كتاب "العظمة" مطبوع.
٤ الإتقان: السيوطي ج١ ص٣٦.
٥ سورة التوبة: الآية ١٢٧.
٦ الإتقان: السيوطي ج١ ص٣٦.

القول السابع:
إن آخر ما نزل من القرآن كله قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ ١.
١ سورة آل عمران: الآية ١٩٥.


الصفحة التالية
Icon