والوليد بن المغيرة١ ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ ٢.
ومع قوة هذا الوجه من الإعجاز وتحققه في القرآن الكريم إلا أنه لا يصح الزعم بأنه وجه الإعجاز في القرآن الكريم لخلو كثير من الآيات القرآنية من الأخبار الغيبية مع تحقق الإعجاز فيها.
الثالث: أن وجه الإعجاز في القرآن الكريم هو: نظمه.
ومن أدلة أصحاب هذا القول قوله تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ﴾ ٣ فحين زعم الكفار أن أخبار القرآن افتراء وكذب قطع جدلهم بأن طلب منهم على التسليم بأنه مفترى أن يأتوا بعشر سور في نظمه وأسلوبه لا صدق خبره بحسب زعمهم. فالتحدي هنا بالنظم لا بالأخبار فضلًا عن الأدلة الأخرى الكثيرة على إدراك العرب بذوقهم لإعجاز القرآن في نظمه واستيلائه على ألبابهم.
وقال بهذا الإعجاز عدد من أئمة اللغة والبيان كالواسطي والجاحظ الذي ألف كتابًا عن نظم القرآن ومنهم الجرجاني والخطابي وغيرهم.
وقد فسر الخطابي هذا الوجه بقوله: "وإنما تعذر على البشر الإتيان بمثله لأمور منها: أن علمهم لا يحيط بجميع أسماء اللغة العربية وبألفاظها التي هي ظروف المعاني والحوامل، ولا تدرك أفهامهم جميع معاني الأشياء المحمولة على تلك الألفاظ، ولا تكمل معرفتهم لاستيفاء جميع وجوه النظوم التي بها يكون ائتلافها وارتباط بعضها ببعض، فيتوصلوا باختيار الأفضل عن الأحسن من وجوهها إلى أن يأتوا بكلام مثله، وإنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة.
١- لفظ حامل.

١ لباب النقول: السيوطي ص٢٢٣، ٢٢٤.
٢ سورة المدثر: الآية ٢٦.
٣ سورة هود: الآية ١٣.


الصفحة التالية
Icon