الإعجاز العلمي
مدخل
...
الإعجاز العلمي:
القرآن الكريم كلام الله، والكون كله من خلق الله، ولا يشك مؤمن في التطابق التام بين كلام الله تعالى وبين حقائق هذا الكون ونظامه.
ولا ريب أن المؤمن حين يقرأ اكتشافًا علميًّا جديدًا أثبته العلماء بالبرهان القاطع ثم يجد ذلك مذكورًا في القرآن أو ما يوافقه فإنه يشعر بزيادة الطمأنينة القلبية كالتي طلبها إبراهيم -عليه السلام- وبفرح وسرور كفرح الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحديث الجساسة١.
لكن هذه المقارنة أو التوفيق بين النص القرآني الكريم والاكتشاف العلمي الجديد ينبغي أن تكون له ضوابطه وأن تكون له موازينه. ولهذا وقع الاختلاف بين العلماء في التفسير العلمي للقرآن الكريم بين مؤيد ومعارض.

١ انظر حديث الجساسة في صحيح مسلم ج٤ ص٢٢٦١.

المراد به:
يراد بالتفسير العلمي: "اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم ومكتشفات العلم التجريبي والربط بينهما بوجه من الوجوه" وهذا تعريفه بما هو عليه، أما تعريفه بما ينبغي أن يكون عليه فهو: "كشف الصلة بين النصوص القرآنية وحقائق العلم التجريبي".
والفرق بينهما أن في الأول خلطًا بين النظريات والحقائق بحيث نجد كثيرًا من المفسرين يفسرون القرآن بهما من غير تحقيق، وما ينبغي أن يكون هو التمييز بين النظريات والحقائق والاقتصار على الثانية دون الأولى في تفسير القرآن الكريم.
أقوال العلماء في الإعجاز العلمي ١:
مما لا شك فيه أن مثل هذا اللون من التفسير في جدته وتجدده
١ نقلت هذه المبحث بتصرف يسير من كتاب اتجاهات التفسير ج٢ ص٥٥٠، وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon