الواحدي: الأتقى: أبو بكر الصديق في قول جميع المفسرين، عن عروة: أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله، بل، وعامر بن فهيرة، والنهدية وابنتها، وزنيرة، وأم عيسى، وأمة بني المؤمل، وفيه نزلت ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى﴾ إلى آخر السورة١ وهذا خصوص في اللفظ وخصوص في السبب.
١ تفسير ابن أبي حاتم: ج١٠ ص٣٤٤١.
ثالثًا: عموم اللفظ وخصوص السبب:
واختلف العلماء في هذه الصورة، هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب:
١ ذهب الجمهور إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي -صلى عليه وسلم- فأخبره، فأنزل الله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ ٢ فقال الرجل: يا رسول الله: ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كلهم" ٣.
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: "فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألي هذه؟ ومعنى ذلك: هل النص خاص بي لأني سبب وروده؟ أو هو على عموم لفظه؟ وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: لجميع أمتي. معناه أن العبرة بعموم لفظ: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ لا بخصوص السبب، والعلم عند الله تعالى"٤ ولو كان المراد تخصيصه بالحكم، لكان النص: إن حسناتك تذهب سيئاتك، فدل عمومها
١ تفسير ابن أبي حاتم: ج١٠ ص٣٤٤١.
٢ سورة هود: الآية ١١٤.
٣ رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الصلاة كفارة ج١ ص١٣٣، ١٣٤؛ ورواه مسلم كتاب التوبة حديث ٣٩، ٤٢، ج٤ ص٢١١٦.
٤ أضواء البيان: الشنقيطي ج٣ ص٢٥٠.
٢ سورة هود: الآية ١١٤.
٣ رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الصلاة كفارة ج١ ص١٣٣، ١٣٤؛ ورواه مسلم كتاب التوبة حديث ٣٩، ٤٢، ج٤ ص٢١١٦.
٤ أضواء البيان: الشنقيطي ج٣ ص٢٥٠.