وتفسير سيد قطب رحمه الله تعالى له عناية خاصة بهذا المعنى وتميز فيه بين سائر المفسرين.
وتصوير المعاني يكون أحيانًا بطريقة التجسيم أي بجعلها في صورة مجسمة قابلة للوزن والكثافة، فقد وصف الله سبحانه العذاب بأنه غليظ في قوله سبحانه: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ ١ واليوم بأنه ثقيل: ﴿وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا﴾ ٢ فنقل العذاب من كونه معنى مجردًا إلى شيء ذي غلظ وسمك كما نقل اليوم من زمن لا يمسك إلى شيء ذي كثافة ووزن٣.
وهناك خصائص أخرى كثيرة لأسلوب القرآن منها: نظمه، ووقعه، وجودة السبك، وإحكام السرد، وتعدد الأساليب، واتحاد المعنى، والجمع بين الإجمال والبيان، وإيجاز اللفظ مع وفاء المعنى وغير ذلك.

١ سورة إبراهيم: الآية ١٧.
٢ سورة الإنسان: الآية ٢٧.
٣ لمزيد بيان إسهام المفردة القرآنية في التجسيم انظر كتاب الأستاذ أحمد ياسوف "جماليات المفردية القرآنية في كتب الإعجاز والتفسير".

خصائص عامة
حفظه في الصدور
...
ثالثًا: خصائص عامة وهي كذلك خصائص كثيرة عديدة منها:
١- حفظه في الصدور:
من أشرف خصائص القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى كلف الأمة بحفظه كله بحيث يحفظه عدد كثير يثبت به التواتر؛ وإلا أثمت الأمة كلها، وليس هذا الكتاب غير القرآن، فالتوراة والإنجيل ترك لأهلهما أمر الحفظ فاكتفوا بالقراءة دون الحفظ، إلا قلة لا تكاد تذكر ولم تتوافر الدواعي لحفظهما كما توافرت لحفظ القرآن الكريم فلم يكن لهما ثبوت قطعي كما هو للقرآن فسهل تحريفهما وتبديلهما.


الصفحة التالية
Icon