الطريق الأول: ترتيب الكلمات الغريبة المفسرة، وفقاً للسور، ثم وفقاً للآيات داخل كل سورة، مثل ما حدث في المثال الذي سقته آنفاً، من صحيفة علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذا الترتيب: يُعد أقدم نظام في حركة التأليف، في غريب القرآن الكريم، وقد سار على دربه كثير من المؤلفين فيه، ومنهم:
١- الفرّاء (ت٢٠٧هـ) في: معاني القرآن.
٢- ابن قتيبة (ت٢٧٦ هـ) في: غريب القرآن.
٣- الزجاج (ت٣١١هـ) في: معاني القرآن.
٤- المارديني (ت٧٥٠هـ) في: بهجة الأريب في تفسير الغريب.
٥- ابن الهائم (ت٨١٥هـ) في: التبيان في غريب القرآن.
الطريق الثاني: ترتيب الألفاظ المفسرة، حسب ترتيب الحروف الألفبائية، فما يبدأ بحرف الهمزة: يوضع في باب الهمزة، وما يبدأ بحرف الباء: يوضع في باب الباء، وهكذا إلى باب الياء.
وقد بدأ هذا النظام عند العُزَيْزِي (ت٣٣٠هـ) في كتابه: نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن.
ولم يكن نظامه هذا مثالياًّ، لأنه فصل بين الكلمات التي تبدأ بحرف واحد، بسبب حركاتها! فما كان مفتوحاً: جعله في ناحية، وما كان مضموماً: جعله في ناحية، وما كان مكسوراً جعله في ناحية أخرى!
كما أنه لم يفرق - في الحرف الأول - بين الأصلي والزائد!
وإن كان - عدم تفريقه بينهما - مُسِّهلا لكثير من الناس، الوصول إلى طلبتهم في الكتاب، حيث لم يكن هذا النظام قد عُرف حتى على مستوى المعاجم اللغوية العربية.