والباب الثاني: تأويل حروف [كلمات] كثرت في الكتاب [صفحة ٢١-٢٧]
وقد كان توسعه - في هذين البابين - معتدلا، وعلى قدر الحاجة، حيث لم يسق خلافات لا داعي لها.
أما تفسيره لغريب القرآن، بعد هذين البابين (من أول سورة الحمد: صفحة ٢٨، إلى آخر سورة الناس: صفحة ٥٤٣) فقد كان تفسيراً متوسطاً، لايمكننا أن نصفه بالطول، أو بالقصر، وقصارى ما نستطيع أن نقوله - في هذا المجال -: هو أن الرجل حافظ على وعده الذي وعدنا به في مقدمة كتابه، حين قال (١) :
"وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا هذا: أن نختصر ونكمل، وأن نوضّح، ونُجمل، وأن لا نستشهد على اللفظ المبتذل، ولا نكثر الدلالة على الحرف المستعمل، وأن لا نحشُوَ كتابنا بالنحو، وبالحديث، والأسانيد". إلخ.
ثم علل منهجه المعتدل هذا، قائلاً (٢) : إنه فعل ذلك، حتى لا يسهب في القول، ويطيل الكتاب، وبذلك يقطع منه: طمع المتحفظ، ويباعده من بغية المتأدب.
وإليكم نموذجاً من تفسيره لغريب القرآن (٣).
سورة الحمد: [الفاتحة]
١- ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ اختصار، كأنه قال: أبدأ باسم الله، أو: بدأت باسم الله.
٢- و (العَالَموُن) أصناف الخلق الرُّوحانيين، وهم: الإنس، والجن، والملائكة، كل صنف منهم: عالَم.

(١) تفسير غريب القرآن - تح. السيد أحمد صقر: ص٣ - نشر: دار الكتب العلمية ببيروت: ١٣٩٨هـ/١٩٧٨م.
(٢) تفسير غريب القرآن: ص ٣.
(٣) ص ٣٨.


الصفحة التالية
Icon