الغريب القرآني:
أما الغريب في القرآن الكريم: فهو الألفاظ القرآنية، التي يُبْهَم معناها على القارئ، والمفسر وتحتاج إلى توضيح معانيها، بما جاء في لغة العرب، وكلامهم (١).
وذلك: لأن ألفاظ القرآن - أو لغاته، كما يقول أبو حيان الأندلسي (ت٧٤٥هـ) – "على قسمين (٢) :
قسم: يكاد يشترك في معناه، عامة المستعربة، وخاصتهم، كمدلول السماء، والأرض، وفوق، وتحت.
وقسم: يختص بمعرفته، من له اطلاع وتبحُّر في اللغة العربية، وهو الذي صَنّف أكثر الناس فيه، وسمَّوه: غريب القرآن".
أهمية معرفة غريب القرآن:
ومعرفة غريب القرآن - بالنسبة للمفسر - من أهم أدواته، لأنها من أوائل المُعَاوِن، لمن يريد أن يدرك معانيه، كتحصيل اللَّبِنِ، في كونه من أول المُعاوِن، في بناء ما يريد أن يبنيَه.
وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع! فألفاظ القرآن: هي لُبُّ كلام العرب، وزُبْدتُه، وكرائمُه، وعليها اعتماد الفقهاء، والحُكام في أحكامهم، وحِكَمِهم، وإليها مفزع حُذّاق الشعر، والبلغاء، في نظمهم وشعرهم، وما عداها - وعدا الألفاظ المتفرعات

(١) انظر: معجم مصنفات القرآن الكريم – د. على شواخ: ٣/٢٩١- نشر دار الرفاعي بالرياض: ١٤٠٤هـ/ ١٩٨٤م، والعمدة في غريب القرآن - لمكي بن أبي طالب - تح. د. يوسف المرعشلي: ص ١٤ من مقدمة التحقيق - نشر مؤسسة الرسالة - ط٢: ١٤٠٤هـ / ١٩٨٤ م.
(٢) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب - لأبي حيان الأندلسي - تح. سمير المجذوب: ص ٤٠ - ط١- نشر: المكتب الإسلامي: ١٤٠٣هـ / ١٩٨٣م.


الصفحة التالية
Icon