عنها، والمشتقات منها - هو - بالإضافة إليها - كالقشور والنوى، بالإضافة إلى أطايب الثمرة، وكالحثالة والتبن، بالإضافة إلى لُبوب الحنطة! (١)
ومن أجل ذلك: فقد نبه الزركشي (٢) (ت٧٩٤هـ) إلى ضرورة معرفة الغريب، والإحاطة باللغة، بالنسبة للمفسر، وساق - في هذا المجال - قول الإمام مالك بن أنس (ت١٧٩هـ) :"لا أُوتَى برجل يفسّر كتاب الله، غيرَ عالم بلغة العرب، إلا جعلته نكالا"
ثم قولَ مجاهد (٣) (ت١٠٤هـ) :"لا يحل لأحد- يُؤمن بالله واليوم الآخر – أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالماً بلغات العرب".
كما ذكر (الزركشي) (٤) : أن الكاشف عن معاني القرآن، يحتاج “إلى معرفة علم اللغة: اسما، وفعلاً، وحرفاً، فالحروف - لقلتها - تكلم النحاة على معانيها، وأما الأسماء والأفعال: فيؤخذ ذلك من كتب اللغة“.
تفاوت نظرة المفسرين إلى الغريب:
ولم ينظر علماء اللغة، والمهتمون بأمر غريب القرآن، إلى ذلك الغريب، نظرة واحدة، بل تفاوتت نظراتهم إليه، فما يعده بعضهم غريباً، قد يكون عند غيره: غير غريب!
ولذلك: لم تتفق كتب الغريب، فيما أوردته من ألفاظه، فبعضها: يذكر ألفاظا على أنها من الغريب، وبعضها: يُهمل بعض هذه الألفاظ، ويذكر ألفاظاً أخرى، هي - في رأي مصنفي تلك الكتب - من الغريب! (٥)
(٢) البرهان في علوم القرآن - تح. محمد أبو الفضل إبراهيم: ١/٢٩٢ - دار التراث بمصر.
(٣) هو: مجاهد بن جبر المكي - انظر: طبقات المفسرين: ٢/٣٠٨.
(٤) البرهان: ١/٢٩١.
(٥) بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب - لابن التركماني - تح. د. محمد رياض كريم: ص ١٦ من مقدمة التحقيق - ط١ مط. التركي بطنطا: ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م