تغيير خلق الله هو أن كل ما يوجده الله لفضيلة فاستعان به في رذيلة فقد غير خلقه. ولقد دخل في عمومه ما جعله الله تعالى للإنسان من شهوة الجماع ليكون سبباً للتناسل على وجه مخصوص فاستعان به في السفاح واللواط فذلك تغيير خلق الله وكذلك المخنث إذا نتف لحيته وتقنع تشبهاً بالنساء والفتاة إذا ترجلت متشبهة بالفتيان وكل ما حلله الله فحرموه أو حرمه الله تعالى فحللوه. وعلى ذلك: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً﴾ وإلى هذه الجملة أشار المفسرون، ولهذا قالوا هو تغيير أحكام الله وقيل هو تغيير الإنسان بالاستحقاق أو النفي، وقيل خضاب الشيب بالسواد، وقيل معاقبة الولاة بعض الجناة بقطع الآذان وشق المناخر وسمل العيون وقطع الأنثيين. ومن فسر بالوشم أو الخصاء أو غير ذلك مما هو خاص في التغيير فإنما ذلك على جهة التمثيل لا للحصر. (١)
٦- البيضاوي (ت٧٩١)
﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ (النساء: ١١٩).
(عن وجهه، وصورته، أو صفته، ويندرج فيه ما قيل من فقء عين الحامي وخصاء العبيد والوشم والوشر واللواط والسحاق ونحو ذلك وعبادة الشمس والقمر، وتغيير فطرة الله التي هي الإسلام، واستعمال الجوارح والقوى فيما لا يعود على النفس كمالاً، ولا يوجب لها من الله سبحانه وتعالى زلفى.) (٢)

(١) (البحر المحيط: ٣/٣٥٣-٣٥٤).
(٢) (تفسير البيضاوي ٣/١١٦).


الصفحة التالية
Icon