وأما بعد وفاته ﷺ فقد حفظه عدد كبير وخلق كثير، واشتُهِروا بإقرائه بجميع قراءاته ومروياته، فمن الصحابة عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وتتلمذ علي يديه الكثيرون منهم المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وعلي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وتتلمذ عليه كثيرون منهم أبو عبد الرحمن السلمي، وكذلك أُبي بن كعب من كتاب الوحي تتلمذ عليه كثيرون منهم عبد الله بن عباس وأبو هريرة، وكذلك زيد بن ثابت الأنصاري وهو الذي جمع القرآن في عهد الخليفتين فقد تتلمذ عليه كثيرون منهم عبد الله بن عمر وأنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود الذي قال عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام (من أحب أن يقرأ القرآن غضاً ١كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) ٢ فقد تتلمذ عليه كثيرون منهم علقمة بن قيس ٣، والأسود بن يزيد النخعي٤، وأبو موسى الأشعري الذي قال عنه النبي ﷺ (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود) ٥ فقد تتلمذ على يديه الكثيرون منهم سعيد بن المسيب وأبو رجاء العطاردي٦
٢ أخرجه الامام أحمد في المسند ١/٤٤٥، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٢: ٣/ ٣٠٨.
٣ علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها، جود القرآن على ابن مسعود، السير ٤/٥٣.
٤ الأسود بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي ابن أخي علقمة، من رؤوس العلم قرأ على عبد الله بن مسعود، السير ٤/٥٠.
٥ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن ٥٠٤٨ وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحسان تحسين الصوت بالقرآن ١/٤٥٧ ٢٣٦.
٦ أبو رجاء العطاردي، عمران بن مِلْحَان التميمي البصري، من كبار المخضرمين، أدرك الجاهلية وأسلم بعد فتح مكة، السير ٤/٢٥٤، تقريب التقريب /٤٣١.