كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١١)
﴿كدأب آل فِرْعَوْنَ والذين مِن قَبْلِهِمْ﴾ الدأب مصدر دأب في العمل إذا كدح فيه فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله والكاف مرفوع المحل تقديره دأب هؤلاء الكفرة في تكذيب الحق كدأب من قبلهم من آل فرعون وغيرهم أو منصوب المحل بلن تغنى أى لن تغنى عنهم مثل مالم تغن عن أولئك كداب بلا همز حيث كان أبو عمرو ﴿كذبوا بآياتنا﴾ تفسير لدأبهم مما فعلوا أو فعل بهم على أنه جواب سؤال مقدر من حالهم ويجوز أن يكون حالاً أي قد كذبوا ﴿فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ﴾ بسبب ذنوبهم يقال أخذته بكذا أى جازيته عليه
آل عمران (١١ _ ١٤)
﴿والله شَدِيدُ العقاب﴾ شديد عقابه فالإضافة غير محضة
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢)
﴿قل للذين كفروا﴾ هم مشكرو مكة ﴿سَتُغْلَبُونَ﴾ يوم بدر ﴿وَتُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ﴾ من الجهنام وهى بئر عميقة بالياء فيها حمزة وعلي ﴿وَبِئْسَ المهاد﴾ المستقر جهنم
قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (١٣)
﴿قد كان لكم آية﴾ الخطاب لمشركي قريش ﴿فِي فِئَتَيْنِ التقتا﴾ يوم بدر ﴿فِئَةٌ تقاتل فِي سَبِيلِ الله﴾ وهم المؤمنون ﴿وأخرى﴾ وفئة أخرى ﴿كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مّثْلَيْهِمْ﴾ يرى المشركون المسلمين مثلي عدد المشركين ألفين أو مثلي عدد المسلمين ستمائة ونيفاً وعشرين أراهم الله إياهم مع قلتهم أضعافهم ليهابوهم ويجبنوا عن قتالهم ترونهم نافع أي ترون يا مشركي قريش المسلمين مثلي فئتكم الكافرة أو مثلي أنفسهم ولا يناقض هذا ما قال في سورة الأنفال وَيُقَلّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لأنهم قللوا أولا فى