ايتانى لكم بالتوارة بعد أربعين ليلة وأصل العجلة طلب الشئ قبل حينه وقيل عجلتم بمعنى تركتم ﴿وألقى الألواح﴾ ضجراً عند استماعه حديث العجل غضباً لله كان فى نفسه شجديد الغضب وكان هرون أبين منه جانباً ولذلك كان أحب إلى بني إسرائيل من موسى فتكسرت فرفعت ستة أسباعها وبقي سبع واحد وكان فيما رفع تفصيل كل شيء وفيما بقي هدى ورحمة ﴿وأخذ برأس أخيه﴾ بشعر رأسه غضباً عليه حيث لم يمنعهم عن عبادة العجل ﴿يجره إليه﴾ عتابا عليه لاهونا به وهو حال من موسى ﴿قال ابن أمّ﴾ بني الابن مع الأم على الفتح كخمسة عشر وبكسر الميم حمزة وعلى
الأعراف ١٤٢ ١٤٧ وشامى لأن أصله أمي فحذف الياء اجتزاء عنها بالكسرة وكان ابن أمه وأبيه وإنما ذكر الأم لأنها كانت مؤمنة ولأن ذكرها أدعى إلى العطف ﴿إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني﴾ أي إني لم آل جهداً في كفهم بالوعظ والإنذار ولكنهم استضعفوني وهموا بقتلي ﴿فلا تشمت بي الأعدآء﴾ الذين عبدوا العجل أي لا تفعل بى ما هو أمنيتهم من الاستهاة بي والإساءة إلي ﴿ولا تجعلني مع القوم الظّالمين﴾ أي قريناً لهم بغضبك علي
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (١٥١)
فلما اتضح له عذر أخيه ﴿قال ربّ اغفر لي ولأخي﴾ ليرضي أخاه وينفي الشماتة عنه باشراكه معه فى الدعاء والمعنى لاغفر لي ما فرط مني في حق أخي وأخى إن كان فرط فى حسن الخفلاة ﴿وأدخلنا في رحمتك﴾ عصمتك في الدنيا وجنتك فى الارخرة ﴿وأنت أرحم الراحمين﴾
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢)
﴿إنّ الّذين اتّخذوا العجل﴾ إلهاً ﴿سينالهم غضبٌ مّن رّبّهم﴾ هو ما