يَدْعُوكُمْ} إِلَى الإيمان ﴿لِيَغْفِرَ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ﴾ إِذا آمنتم ولم تجيء مع من إلا في خطاب الكافرين كقوله واتقوه وَأَطِيعُونِ يغفر لكم من ذنوبكم يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم وقال في خطاب المؤمنين هَلْ أَدُلُّكمْ على تجارة إلى أن قال يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وغير ذلك مما يعرف بالاستقرار وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد ﴿وَيُؤَخّرَكُمْ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ إلى وقت قد سماه وبين مقداره ﴿قَالُواْ﴾ أي القوم ﴿إِنْ أَنتُمْ﴾ ما أنتم ﴿إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا﴾ لا فضل بيننا وبينكم ولا فضل لكم علينا فلم تخصون بالنبوة دوننا ﴿تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آباؤنا﴾ والأصنام ﴿فَأْتُونَا بسلطان مُّبِينٍ﴾ بحجة بينة وقد جاءتهم رسلهم بالبينات وإنما أرادوا بالسلطان المبين آية قد اقترحوها تعنتاً ولجاجا
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١)
﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مثلكم﴾ تسليم لقولهم إنهم بشر مثلهم ﴿ولكن الله يَمُنُّ على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾ بالإيمان والنبوة كما منّ علينا ﴿وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُمْ بسلطان إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ جواب لقولهم فأتونا بسلطان مبين والمعنى أن الإتيان بالآية التي قد قد اقترحتموها لبس إلينا ولا في استطاعتنا وإنما هو أمر يتعلق بمشيئة الله تعالى ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون﴾ أمر منهم للمؤمنين كافة
إبراهيم (١٢ _ ١٧)
بالتوكل وقصدوا به أنفسهم قصداً أولياً كأنهم قالوا ومن حقنا أن نتوكل على الله في الصبر على معاندتكم ومعاداتكم وإيذائكم ألا ترى إلى قوله
وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (١٢)
﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى الله﴾ معناه وأي عذر لنا في ألا نتوكل عليه ﴿وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾