﴿قَبْلَ طُلُوعِ الشمس﴾ يعني صلاة الفجر ﴿وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ يعني الظهر والعصر لأنهما واقعتان في النصف الأخير من النهار بين زوال الشمس وغروبها ﴿ومن آناء الليل فسبّح وأطراف النهار﴾ أي وتعهد أناء أي ساعاته وأطراف النهار مختصاً لها بصلاتك وقد تناول التبسيح في آناء الليل صلاة العتمة وفي أطراف النهار صلاة المغرب وصلاة الفجر على التكرار إرادة الاختصاص كما اختصت في قوله والصلاة الوسطى عند البعض وإنام جمع أطراف النهار وهما طرفان لا من الإلباس وهو عطف على قبل ﴿لَعَلَّكَ ترضى﴾ لعل المخاطب أي اذكر الله في هذه الأوقات رجاء أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك ويسر قلبك وترضى علي وأبو بكر أي يرضيك ربك
وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١)
﴿وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ أي نظر عينيك ومد النظر تطويله وأن لا يكاد يرده استحساناً للمنظور إليه وإعجاباً به وفيه أن النظر غير الممدود معفو عنه وذلك أن يبادر الشيء بالنظر ثم بغض الطرف ولقد شدد المتقون في وجوب غض البصر عنابنية الظلمة وعدد الفسقة في ملابسهم ومراكبهم حتى قال الحسن لا تنظروا إلى دقدقة هما ليج الفسقة ولكن انظروا كيف يلوح ذل العصية من تلك الرقاب وهذا لا يهما إنما اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة فالناظر إليها محصل لعرهم ومغر لهم على اتخاذها ﴿إلى مَا مَتَّعْنَا به أزواجا منهم﴾ أصنافا من الكفرة ويجوزان ينصب حالاً من هاء الضمير والفعل واقع على منهم كأنه قال إلى الذي متعنا به وهو أصناف بعضهم وناساً منهم ﴿زَهْرَةَ الحياة الدنيا﴾ زينتها وبهجتها وانتصب على الذم وعلى ابداله محل به أو على إبداله من أزواجا على تقدير ذوي زهرة ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ لنبلوهم حتى يستوجبوا العذاب لوجود


الصفحة التالية
Icon