أنه كلام مفترى من عنده ثم إلى أنه قول شاعر وهكذا الباطل لجلج والمبطل رجاع غير ثابت على قوله واحد ثم قالوا ان كان صادق في دعواه وليس الأمر كما يظن ﴿فليأتنا بآية﴾ بمعجزة ﴿كَمَا أُرْسِلَ الأولون﴾ كما أرسل من قبله باليد البيضاء والعصا وإبراء الأكمه وإحياء الموتى وصحة التشبيه في قوله كما أرسل الأولون من حيث إنه في معنى كما أتى الأولون بالآيات لأن إرسال الرسل متضمن للاتيان بالآيات الا
الأنبياء (١٢ - ٦)
ترى أنه لا فرق بين قولك أرسل محمد وبين قولك ان محمد بالمعجزة فرد الله عليهم قولهم بقوله
مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦)
﴿ما آمنت قَبْلَهُمْ مِن قَرْيَةٍ﴾ من أهل قرية ﴿أهلكناها﴾ صفة لقرية عند مجئ الآيات المقترحة لأنهم طلبوها نعتا ﴿أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾ أي أولئك لم يؤمنوا بالآيات لما أتتهم أيؤمن هؤال المقترحون مع انهم اعتى منهم والمعنى أن أهل القرى اقترحوا على أنبيائهم الآيات وعاهدوا أنهم يؤمنون عندها فلما جاءتهم نكثوا وخالفوا فاهلكم الله فلوا اعطيناه هؤلاء ما يقترحون لنكثوا أيضاً
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧)
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً﴾ هذا جواب قولهم هل هذا إلا بشر مثلكم ﴿نُّوحِى إِلَيْهِمْ﴾ نُوحِى حفص ﴿فاسألوا أَهْلَ الذكر﴾ العلماء بالكتابين فإنهم يعرفون أن الرسل الموحى إليهم كانوا بشراً ولم يكونوا ملائكة وكان أهل مكة يعتمدون على قولهم ﴿إِن كُنْتُم لاَ تعلمون﴾ ذلك
وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (٨)
ثم بين كمن تقدمه من الأنبياء بقوله