﴿وَمَا جعلناهم جَسَداً﴾ وحد الجسد لإرادة الجنس ﴿لاَّ يَأْكُلُونَ الطعام﴾ صفة لجسد يعني وما جعلنا الأنبياء قبله ذوي جسد غير طامعين ﴿وَمَا كَانُواْ خالدين﴾ كأنهم قالوا هلا كان ملكاً لا يطعم ويخلد إما معتقدين أن الملائكة لا يموتون أو مسمين بقاءهم الممتد وحياتهم المتطاولة خلودا
ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩)
﴿ثم صدقناهم الوعد﴾ بأبحاثهم والأصل في الوعد مثل واختار موسى قَوْمَهُ أي من قومه ﴿فأنجيناهم﴾ مما حل بقومهم ﴿وَمَن نَّشَاء﴾ هم المؤمنون ﴿وَأَهْلَكْنَا المسرفين﴾ المجاوزين الحد بالكفر ودل الاحبار بإهلاك المسرفين على ان من يشاء غيرهم
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٠)
﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ﴾ يا معشر قريش ﴿كتابا فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾ شرفكم إن عملتم به أو لأنه بلسانكم أو فيه موعظتكم أو فيه ذكر دينكم ودنياكم والجملة أي فيه ذكركم صفة لكتابا ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ ما فضلتكم به على غيركم فتؤمنوا
وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (١١)
﴿وَكَمْ﴾ نصب بقوله ﴿قَصَمْنَا﴾ أي أهلكنا ﴿مِن قَرْيَةٍ﴾ أي أهلها بدليل قوله ﴿كَانَتْ ظالمة﴾ كافرة وهي واردة عن غضب شديد وسخط عظيم لأن القصم أفظع الكسر وهو الكسر الذي يبين تلاؤم الاجزاء بخلاف المفصم فإنه كسر بلا إبانة ﴿وَأَنشَأْنَا﴾ خلقنا ﴿بَعْدَهَا قوما آخرين﴾ فسكنوا مساكنهم
فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (١٢)
﴿فَلَمَّا أَحَسُّواْ﴾ أي المهلكون ﴿بَأْسَنَا﴾ عذابنا أي علموا علم حسن ومشاهدة ﴿إذا هم منها﴾ من القرية وإذا للمفاجأة وهم مبتدأ والخبر ﴿يَرْكُضُونَ﴾ يهربون مسرعين والركض ضرب الدابة بالرجل فيجوز أن يركبوا دوابهم يركضونها هاربين من قريتهم لما أدركتهم مقدمة العذاب
الأنبياء (١٨ - ١٣)
أو شبهوا في سرعة عدوهم على أرجلهم بالراكبين الراضين لدوابهم فقيل لهم


الصفحة التالية
Icon