﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً﴾ أي طمعاً وخوفاً كقوله يحذر الآخرة ويرجو لنا رحمة ربه وهما مصدران في موضع الحال أو المفعول له أي للرغبة فينا والرهبة منا ﴿وَكَانُواْ لَنَا خاشعين﴾ متواضعين خائفين
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (٩١)
﴿والتى﴾ أي واذكر التي ﴿أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ حفظته من الحلال والحرام ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا﴾ أجرينا فيها روح المسيح أو أمرنا جبريل فنفخ في جيب درعها فأحدثنا بذلك النفخ عيسى في بطنها وإضافة الروح إليه تعالى لتشريف عيسى عليه السلام ﴿وجعلناها وابنها آية﴾ مفعول ثان ﴿للعالمين﴾ وإنما لم يقل آيتين كما قال وجعلنا الليل والنهار آيتين لأن حالهما بمجموعها آية واحدة وهي ولادتها إياه من غير فحل أو التقدير وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوفي عليه ويدل عليه قراءة من قرأ آيتين
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢)
﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة﴾ الأمة الملة وهذه إشارة إلى ملة الإسلام وهي ملة جميع الأنبياء وأمة واحدة حال أي متوحدة غير متفرقة والعامل ما دل عليه اسم الإشارة أي أن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنها يشار إليها ملة واحدة غير مختلفة ﴿وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فاعبدون﴾ أي ربيتكم اختياراً فاعبدوني شكراً وافتخاراً والخطاب للناس كافة
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (٩٣)
﴿وَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ﴾ أصل الكلام وتقطعتم إلا أن الكلام صرف إلى الغيبة على طريقة
الأنبياء (٩٨ - ٩٣)
الالتفات والمعنى وجعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعاً وصاروا فرقاً وأحزاباً ثم توعدهم بأن هؤلاء الفرق المختلفة ﴿كُلٌّ إِلَيْنَا راجعون﴾ فنجازيهم على أعمالهم


الصفحة التالية
Icon