بعض ويولد بعض ينقوض قرن فيأتي قرن آخر أو فيه تقديم وتأخير أي نحيا ونموت وهو قراءة أبي وابن مسعود رضى الله عنهما ﴿وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ بعد الموت
إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨)
﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افترى على الله كَذِباً﴾ أي ما هو إلا مفتر على الله فيما يدعيه من استنبائه له وفيما يعدنا من البعث ﴿وَمَا نَحْنُ لَهُ بمؤمنين﴾ بمصدقين
قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (٣٩)
﴿قَالَ رَبّ انصرنى بِمَا كَذَّبُونِ﴾ فأجاب الله دعاء الرسول بقوله
قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (٤٠)
﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ﴾ قليل صفة للزمان كقديم وحديث في قولك ما رأيته قديماً ولا حديثا وفى معناه عن قريب وما زائدة أو بمعنى شئ أو زمن وقليل بدل منها وجواب القسم المحذوف ﴿لَّيُصْبِحُنَّ نادمين﴾ إذا عاينوا ما يحل بهم
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١)
﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة﴾ أي صيحة جبريل صاح عليهم فدمرهم
المؤمنون (٤٩ - ٤١)
﴿بالحق﴾ بالعدل من الله يقال فلان يقضي بالحق أي بالعدل ﴿فجعلناهم غُثَاء﴾ شبههم في دمارهم بالغثاء وهو حميل السيل مما بلى واسودّ من الورق والعيدان ﴿فَبُعْداً﴾ فهلاكاً يقال بعد بعدا وأبعد هلك وهو من المصادر المنصوبة بأفعال لا يستعمل إظهارها ﴿لّلْقَوْمِ الظالمين﴾ بيان لمن دعي عليه بالبعد نحو هيت لك
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (٤٢)
﴿ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين﴾ قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣)
﴿مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ﴾ من صلة أي ما تسبق أمة ﴿أَجَلُهَا﴾ المكتوب لها والوقت الذى حد لهلاكها وكتب ﴿وما يستأخرون﴾ لا يتأخرون عنه
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (٤٤)
﴿ثم أرسلنا رسلنا تترا﴾ فعلى والألف للتأنيث كسكرى لأن الرسل جماعة ولذا لا ينون لأنه غير منصرف تترى بالتنوين مكي وأبو عمرو ويزيد على أن الألف للإلحاق كأرطى وهو نصب على الحال في القراءتين