ومحجور التأكيد معنى الحجر كما قالوا موت مائت
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)
﴿وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هباء منثورا﴾
الفرقان (٢٧ - ٢٣)
هو صفة ولا قدوم هنا ولكن مثلت حال هؤلاء وأعمالهم التي عملوها في كفرهم من صلة رحم وإغاثة ملهوف وقرى ضيف ونحو ذلك بحال من خالف سلطانه وعصاه فقدم إلى أشيائه وقصد إلى ما تحت يديه فأفسدها ومزقها كل ممزق ولم يترك لها أثر او الهباء ما يخرج من الكوة مغ ضوء الشمس شبيها بالغار والمنثور المفرق وهو استعارة عن جعله بحيث لا يقبل الاجتماع ولا يقع به الانتفاع
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤)
ثم بين فضل أهل الجنة على أهل النار فقال ﴿أصحاب الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً﴾ تمييز المستقر المكان الذي يكونون فيه في أكثر أوقاتهم يتجالسون ويتحادثون ﴿وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾ مكاناً يأوون إليه للاسترواح إلى أزواجهم ولا نوم في الجنة ولكنه سمي مكان استراحتهم إلى الحور مقيلاً على طريق التشبيه وروي أنه يفرغ من الحساب في نصف ذلك اليوم فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وفى لفظ الا حسن تهكم بهم
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (٢٥)
﴿وَيَوْمَ﴾ واذكر يوم ﴿تَشَقَّقُ السماء﴾ والأصل تتشقق فحذف التاء كوفي وأبو عمرو وغيرهم أدغمها في الشين ﴿بالغمام﴾ لما كان انشقاق السماء بسبب طلوع الغمام منها جعل الغمام كأنه الذي تشقق به السماء كما تقول شققت السنام بالشفرة فانشق بها ﴿وَنُزّلَ الملائكة تَنزِيلاً﴾ ونزل الملائكة مكي وتنزيلاً على هذا مصدر من غير لفظ العقل والمعنى أن السماء تنفتح بغمام أبيض يخرج منها وفى الغمام الملائكة ينزلون فى أيديهم صحائف أعمالهم العباد
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (٢٦)
﴿الملك﴾ مبتدأ ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ ظرفه ﴿الحق﴾ نعته ومعناه الثابت