واستعمال الحزم في الأمور فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى حسم فساده وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن لئلا يظن به العجز
الشعراء (٦٦ - ٥٧)
والفتور
فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧)
﴿فأخرجناهم مّن جنات﴾ بساتين ﴿وَعُيُونٍ﴾ وأنهار جارية
وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٥٨)
﴿وَكُنُوزٍ﴾ وأموال ظاهرة من الذهب والفضة وسماها كنوزاً لأنهم لا ينفقون منها في طاعة الله تعالى ﴿وَمَقَامٍ﴾ ومنزل ﴿كَرِيمٌ﴾ بهي بهيج وعن ابن عباس رضى الله عنهما المنابر
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (٥٩)
﴿كذلك﴾ يحتمل النصب على أخرجناهم مثل ذلك الآخراج الذي وصفنا والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي الأمر كذلك ﴿وأورثناها بَنِى إسرائيل﴾ عن الحسن لما عبروا النهر رجعوا وأخذوا ديارهم وأموالهم
فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (٦٠)
﴿فَأَتْبَعُوهُم﴾ فلحقوهم فاتبعوهم يزيد ﴿مُشْرِقِينَ﴾ حال أي داخلين في وقت شروق الشمس وهو طلوعها أدرك قوم فرعون موسى وقومه وقت طلوع الشمس
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١)
﴿فلما تراءى الجمعان﴾ أي تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه والمراد بنو إسرائيل والقبط ﴿قَالَ أصحاب موسى إنا لمدركون﴾ أى قرب أن يلحقنا عدونا وأمامنا البحر
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢)
﴿قَالَ﴾ موسى عليه السلام ثقة بوعد الله إياه ﴿كَلاَّ﴾ ارتدعوا عن سوء الظن بالله فلن يدركوكم ﴿إِنَّ مَعِىَ﴾ مَعِىَ حفص ﴿رَبّى سَيَهْدِينِ﴾ أي سيهديني طريق النجاة من إدراكهم وإضرارهم سيهديني بالياء يعقوب
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣)
﴿فَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنِ اضرب بّعَصَاكَ البحر﴾ أي القلزم أو النيل ﴿فانفلق﴾ أي فضرب فانفلق وانشتى فصار اثني عشر فرقاً على عدد الأسباط ﴿فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ﴾ أي جزء تفرق منه ﴿كالطود العظيم﴾ كالجبل المنطاد في السماء