وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩)
﴿والذى هُوَ يُطْعِمُنِى﴾ أضاف الإطعام إلى ولي الإنعام لأن لركون إلى الأسباب عادة الأنعام ﴿وَيَسْقِينِ﴾ قال ابن عطاء هو الذي يحييني بطعامه ويرويني بشرابه
الشعراء (٨٩ - ٨٠)
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠)
﴿وَإِذَا مَرِضْتُ﴾ وإنما لم يقل أمرضني لأنه قصد الذكر بلسان الشكر فلم يضف إليه ما يقتضي الضر قال ابن عطاء وإذا مرضت برؤية الخلق ﴿فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ بمشاهدة الحق قال الصادق إذا مرضت برؤية الأفعال فهو يشفين بكشف منة الإفضال
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١)
﴿والذى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ ولم يقل إذا مت لأنه الخروج من حبس البلاء ودار الفناء إلى روض البقاء لوعد اللقاء وأدخل ثم في الإحياء لتراخيه عن الإفناء وأدخل الفاء في الهداية والشفاء لأنهما يعقبان الخلق والمرض لامعاً معاً
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٨٢)
﴿والذى أَطْمَعُ﴾ طمع العبيد في الموالي بالإفضال لا على الاستحقاق بالسؤال ﴿أَن يَغْفِرَ لِى خطيئتي﴾ قيل هو قوله انى سقيم بل فعله كبيرهم هذا ربى للبازغ هي أختي لسارة وما هي إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم وهضم لأنفسهم وتعليم للأمم في طلب المغفرة ﴿يَوْمَ الدين﴾ يوم الجزاء
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣)
﴿رَبّ هَبْ لِى حُكْماً﴾ حكمة أو حكماً بين الناس بالحق أو نبوة لأن النبي عليه السلام ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله ﴿وَأَلْحِقْنِى بالصالحين﴾ أي الأنبياء ولقد أجابه حيث قال وَإِنَّهُ فِى الآخرة لَمِنَ الصالحين