عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤)
﴿على قَلْبِكَ﴾ أي حفظك وفهمك إياه وأثبته فى قلبك إثبات مالا ينسى كقوله سنقرئك فلا تنسى ﴿لتكون من المنذرين﴾
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)
﴿بلسان عربي﴾ بلغة
الشعراء (١٩٩ - ١٩٥)
قريش وجرهم ﴿مبين﴾ فصيح ومصحح عما صفحته العامة والباء إما أن يتعلق بالمنذرين أي لتكون من الذين أنذروا بهذا اللسان وهم هود وصالح وشعيب وإسماعيل عليهم السلام أو بنزل أي نزله بلسان عربي لتنذر به لأنه لو نزله بلسان أعجمي لتجافوا عنه أصلاً ولقالوا ما نصنع بما لا نفهمه فيتعذر الإنذار به وفي هذا الوجه أن تنزيله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك تنزيل له على قلبك لأنك تفهمه وتفهّمه قومك ولو كان أعجمياً لكان نازلاً على سمعك دون لبك لأنك تسمع أجراس حروف لا تفهم معانيها ولا تعيها وقد يكون الرجل عارفاً بعدة لغات فإذا كلم بلغته التي نشأ عليها لم يكن قلبه ناظراً إلا إلى معاني الكلام وإن كلم بغيرها كان نظره أولاً في ألفاظها ثم في معانيها وإن كان ماهرا بمعرفتها فهذا تقريرا أنه نزل على قلبه لنزوله بلسان عربي مبين
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦)
﴿وَإِنَّهُ﴾ وإن القرآن ﴿لَفِى زُبُرِ الأولين﴾ يعني ذكره مثبت في سائر الكتب السماوية وقيل إن معانيه فيها دليل أالقرآن قرآن إذا ترجم بغير العربية فيكون دليلاً على جواز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة
أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٩٧)
﴿أو لم يكن لهم آيةٌ﴾ شامي جعلت آية اسم كان وخبره ﴿أَن يَعْلَمَهُ﴾ أي القرآن لوجود ذكره في التوراة وقيل في تكن ضمير القصة وآية خبر مقدم والمبتدأ أن يعلمه والجملة خبر كان وقيل كان تامة والفاعل آية