وأن يعلمه هو الاسم وتقديره أو لم يكن لهم علم علماه بنى إسرائيل آية ﴿علماء بني إسرائيل﴾ كعبد الله بن سلام وغيره قال الله تعالى وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا بِهِ إِنَّهُ الحق مِن رَّبّنَا إنَّا كُنَّا من قبله مسلمين وخط فى المصحف علمؤا بواو قبل الألف
وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨)
﴿وَلَوْ نزلناه على بَعْضِ الأعجمين﴾ جمع أعجم وهو الذي لا يفصح وكذلك الأعجمي إلا أن فيه لزيادة ياء النسبة زيادة تأكيد ولما كان من يتكلم بلسان غير لسانهم لا يفقهون كلامه قالوا له أعجم وأعجمي شبهوه بمن لا يفصح ولا يبين والعجمي الذي من جنس العجم أفصح أو لم يفصح وقرأ الحسن الأعجمين وقيل الأعجمين تخفيف الأعجميين كما قالوا الأشعرون أي الأشعريون بحذف ياء النسبة ولولا هذا التقدير لم يجوز أن يجمع جمع السلامة لأن مؤنثه عجماء
فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (١٩٩)
﴿فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ والمعنى أنا أنزلناه القرآن على رجل عربي مبين ففهموه وعرفوا فصاحته وأنه معجزوا انضم إلى ذلك اتفاق علماء أهل الكتعاب قبله على أن البشارة بإنزاله وصفته في كتبهم وقد تضمنت معانيه وقصصه وصح بذلك أنها من عند الله وليست بأساطير كما زعموا فلم يؤمنوا به وسموه شعراً تارة وسحراً أخرى وقالوا هذا من افتراء محمد عليه الصلاة السلام ولو نزلناه على بعض الأعاجم الذي لا يحسن العربية فضلاً أن يقدر على نظم مثله فقرأ عليهم هكذا معجزاً لكفروا به كما كفروا ولتحملوا لجحودهم عذرا وسموه سحراً ثم قال
كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠)
﴿كذلك سلكناه﴾
أي أدخلنا التكذيب أو الكفر وهو مدلول قوله ما كانوا به مؤمنين ﴿فِى قُلُوبِ المجرمين﴾ الكافرين الذين علمنا منهم اختيار الكفر والإصرار عليه يعني مثل هذا السلك سلكناه في قلوبهم


الصفحة التالية
Icon