يعتقدون من تمتيعهم وتعميرهم فإذا لحقهم الوعيد بعد ذلك ما ينفعهم حينئذ ما مضى من طول أعمارهم وطيب معايشهم وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن في الطواف وكان يتمنى لقاءه فقال عظني فلم يزده على تلاوة هذه الآية فقال ميمون قد وعظت فأبلغت وعن عمر بن عبد العزيز إنه كان يقرؤها عند جلوسه للحكم
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (٢٠٨)
﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ﴾ رسل ينذرونهم ولم تدخل الواو على الجملة بعد إلا كما في وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قرية إلا ولها كتاب معلوم لأن الأصل عدم الواو إذ الجملة صفة لقرية وإذا زيدت فلتأكيد وصل الصفة
الشعراء (٢١٨ - ٢٠٩)
بالموصوف
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (٢٠٩)
﴿ذِكْرِى﴾ منصوبة بمعنى تذكرة لأن أنذر وأذكر متقاربان فكأنه قيل مذكرون تذكرة أو حال من الضمير فى منذرون أي ينذرونهم ذوي تذكرة أو مفعول له أي ينذرون لأجل التذكرة والموعظة أو المرفوعة على أنها خبر مبتدأ محذوف بمعنى هذه ذكرى والجملة اعتراضية أو صفة بمعنى منذرون ذوو ذكرى أو تكون ذكرى متعلقة بأهلكنا مفعولاً له والمعنى وما أهلكنا من أهل قرية ظالمين إلا بعد ما ألزمناهم الحجة بإرسال المنذرين إليهم ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم فلا يعصوا مثل عصيانهم ﴿وَمَا كُنَّا ظالمين﴾ فنهلك قوماً غير ظالمين
وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠)
ولما قال المشركون إن الشياطين تلقى القرآن على محمد أنزل ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ﴾ أي القرآن ﴿الشياطين﴾
وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (٢١١)
﴿وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ وما يتسهل لهم ولا يقدرون عليه
إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢)
﴿إِنَّهُمْ عَنِ السمع لَمَعْزُولُونَ﴾ لممنوعون بالشهب