﴿إِنّى مُهَاجِرٌ﴾ من كوثى وهي من سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى فلسطين وهي من برية الشام ومن ثم قالوا الكل نبي هجرة ولإبراهيم هجرتان وكان معه في هجرته لوط وسارة وقد تزوجها إبراهيم ﴿إلى رَبّى﴾ إلى حيث أمرني ربي بالهجرة إليه ﴿إِنَّهُ هُوَ العزيز﴾ الذي يمنعني من أعدائي ﴿الحكيم﴾ الذي لا يأمرني إلا بما هو خير
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)
﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق﴾ ولداً ﴿وَيَعْقُوبَ﴾ ولد ولد ولم يذكر اسمعيل لشهرته ﴿وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِ النبوة﴾ أي في ذرية إبراهيم فإنه شجرة الأنبياء ﴿والكتاب﴾ والمراد به الجنس يعني التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ﴿وآتيناه﴾ أي إبراهيم ﴿أَجْرُهُ﴾ الثناء الحسن والصلاة عليه إلى آخر الدهر ومحبة أهل الملل له أو هو بقاء ضيافته عند قبره وليس ذلك لغيره ﴿فِى الدنيا﴾ فيه دليل على أنه تعالى قد يعطي الأجر في الدنيا ﴿وَإِنَّهُ فِى الآخرة لَمِنَ الصالحين﴾ أي من أهل الجنة عن الحسن
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٨)
﴿وَلُوطاً﴾ أي واذكر لوطاً ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إنكم لتأتون الفاحشة﴾ الفعلة البالغة
العنكبوت (٣٣ - ٢٨)
في القبح وهي اللواطة ﴿مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن العالمين﴾ جملة مستأنفة مقررة لفاحشة تلك الفعلة كأن قائلاً قال لم كانت فاحشة فقيل لأن أحداً قبلهم لم يقدم عليها قالوا لم ينزل ذكر على ذكر قبل قوم لوط
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩)
﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرجال وَتَقْطَعُونَ السبيل﴾ بالقتل وأخذ المال كما هو عمل قطاع الطريق وقيل اعتراضهم السابلة بالفاحشة ﴿وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ﴾ مجلسكم ولا يقال للمجلس ناد إلا مادام فيه أهله ﴿المنكر﴾ أي المضارطة والمجامعة والسباب والفحش في المزاح والحذف بالحصى