على الإيمان به على ما جاء فى الحديث ان الله عز وجل أخرج من صلب آدم كالدر وأشهدهم على أنفسهم بأنه خالقهم فقال وإذ أخذر بك إلى قوله قالوا بلى وكل مولود هو من تلك الذرية التي شهدت بأن الله تعالى خالقها فمعنى فطرة الله دين الله ﴿التى فَطَرَ الناس عَلَيْهَا﴾ أي خلق ﴿لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله﴾ أي ما ينبغي أن تبدل تلك الفطرة أو تغير وقال الزجاج معناه لا تبديل لدين الله ويدل عليه ما بعده وهو قوله ﴿ذلك الدين القيم﴾ أي المستقيم ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ﴾ حقيقة ذلك
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١)
﴿مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ راجعين إليه وهو حال من الضمير فى الزموا وقوله واتقوه وأقيموا ولا
الروم (٣٨ - ٣١)
تكونوا معطوف على هذا المضمر أو من قوله فأقم وجهك لأن الأمر له عليه السلام أمر لأمته فكأنه قال فأقيموا وجوهكم منيبين إليه أو التقدير كونوا منيبين دليله قوله ﴿ولا تكونوا﴾ واتقووه ﴿أقيموا الصلاة﴾ أي أدوها في أوقاتها ﴿وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ المشركين﴾ ممن يشرك به غيره في العبادة
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢)
﴿مِنَ الذين﴾ بدل من المشركين بإعادة الجار ﴿فَرَّقُواْ دِينَهُمْ﴾ جعلوه أدياناً مختلفة لاختلاف أهوائهم فارقوا حمزة وعلى وهى قراءة على رضى الله عنه أي تركوا دين الإسلام ﴿وَكَانُواْ شِيَعاً﴾ فرقاً كل واحدة تشابع إمامها الذي أضلها ﴿كُلُّ حِزْبٍ﴾ منهم ﴿بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ فرح بمذهبه مسرور يحسب باطله حقا
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣)
﴿وَإِذَا مَسَّ الناس ضُرٌّ﴾ شدة من هزال أو مرض أو قحط أو