يعلم جار مجرى القسم فى التوكيد وكذلك قولهم شهد الله وعلم الله
وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٧)
﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ البلاغ المبين﴾ أي التبليغ الظاهر المكشوف بالآيات الشاهدة بصحته
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨)
﴿قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾ تشاءمنا بكم وذلك أنهم كرهوا دينهم ونفرت منه نفوسهم وعادة الجهال أن يتيمنوا بكل شيء مالوا إليه وقبلته طباعهم ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه فإن أصابهم بلاء أو نعمة قالوا بشؤم هذا وبركة ذلك وقيل حبس عنهم المطر فقالوا ذلك ﴿لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ﴾ عن مقالتكم هذه ﴿لَنَرْجُمَنَّكُمْ﴾ لنقتلنكم أو لنطردنكم أو لنشتمنكم ﴿وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وليصيبنكم عذاب النار وهو أشد عذاب
قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)
﴿قَالُواْ طائركم﴾ أي سبب شؤمكم ﴿مَّعَكُمْ﴾ وهو الكفر ﴿أئِن﴾ بهمزة الاستفهام وحرف الشرط كوفي وشامي ﴿ذُكِّرْتُم﴾ وعظتم ودعيتم إلى الإسلام وجواب الشرط مضمر وتقديره تطيرتم آين بهمزة ممدودة بعدها ياء مكسورة أبو عمرو وأين بهمزة مقصورة بعدها ياء مكسورة مكي ونافع ذكرتم بالتخفيف يزيد ﴿بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ مجاوزون الحد في العصيان فمن ثم أتاكم الشؤم من قبلكم لا من قبل رسل الله وتذكيرهم أو بل أنتم مسرفون في ضلالكم وغيكم حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به من رسل الله
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)
﴿وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى المدينة رَجُلٌ يسعى﴾ هو حبيب النجار وكان في غار من الجبل يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقال أتسألون على ماجئتم به أجرا قالوا لا ﴿قال يا قوم اتبعوا المرسلين﴾
اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١)
﴿اتبعوا من لا يسألكم أَجْراً﴾ على تبليغ الرسالة ﴿وَهُمْ مُّهْتَدُونَ﴾ أي الرسل فقالوا أو أنت على دين هؤلاء فقال
وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢)
﴿وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ الذى فَطَرَنِى﴾ خلقني ﴿وإليه ترجعون﴾ وإليه مرجعكم ومالى حمزة


الصفحة التالية
Icon